في حوارٍ أجراه الصحفي محمد الجمعة الظفيري، عبّر السيد فارس بن جاسم السعيدي، مدير مكتب المجلس العربي للمثقفين والأكاديميين للسلام والتنمية في مملكة البحرين، عن اعتزازه وفخره بشخصية وطنية بارزة، وهي معالي الشيخ إبراهيم بن سلمان بن خالد بن علي آل خليفة، الذي يُعد من أبرز رموز الإخلاص والعطاء في خدمة الوطن والمجتمع.
⸻
مسيرة وطنية حافلة بالعطاء
لم تقتصر مكانة معالي الشيخ إبراهيم على أدواره السياسية والاجتماعية، بل تجلت في مسيرة مشرفة غنية بالقيم والمبادئ، حيث كان مثالًا للوفاء والتفاني. رؤيته الوطنية انعكست في أفعاله ومواقفه، فكان مصدر إلهام لكل من تعامل معه، بفضل حسه الوطني العميق الذي جعله حاضرًا في كل ميدان يخدم البحرين وأهلها.
⸻
كلمات تُجسّد الانتماء الأصيل
من بين المواقف التي لا تُنسى، يروي السيد فارس السعيدي:
“في لقاء شخصي جمعني بمعالي الشيخ، قال لي:
أنتم أهلي وعزوتي وربعي، ونحن معكم منذ سنين طويلة. فريحة آل سعيد جمعتنا، وهذه المنطقة معروفة، وتاريخكم مشهود، وأنتم أهلنا وعزوتنا.
لم تكن هذه الكلمات مجرّد مجاملة عابرة، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن انتماء أصيل ينبع من تاريخ مشترك يجمعنا .
⸻
ثقة الشعب… تقدير مستحق
فوز معالي الشيخ إبراهيم في انتخابات المجلس الوطني عام 1973 لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة ثقة راسخة من الشعب، وتقديرًا لعطائه الوطني المخلص. لم يسعَ يومًا إلى المنصب من أجل مصالح شخصية، بل كان همه الأول خدمة الوطن والمواطنين.
⸻
وفاء قلّ نظيره
عُرف معاليه بوفائه الكبير، لا سيما تجاه أصدقائه والمقربين، وعلى رأسهم الشيخ جاسم بن أحمد السعيدي، خال أبنائه، الذي كانت تربطه به علاقة وطيدة مبنية على الاحترام والمودة. وعندما قرر الشيخ جاسم خوض انتخابات 2002، لم يتردد معالي الشيخ إبراهيم في دعمه، وسانده بحضوره الشخصي وبأبنائه، في موقف يعكس أسمى معاني الأخوّة والوفاء.
⸻
من المواقف الإنسانية المؤثرة التي يذكرها السيد فارس، حضور معالي الشيخ إبراهيم مراسم دفن السيدة سارة بنت فارس العيد، جدة السيد فارس ووالدة الشيخ جاسم السعيدي، حيث عبّر عن مشاعره بكلمات مؤثرة:
“أمنا سارة هي أم الرفاع جميع.”
كلمات صادقة وموقف إنساني ترك أثرًا عميقًا في النفوس، وأظهر قربه الحقيقي من الناس ومشاركته لهم في أحزانهم وأفراحهم.
⸻
عطاء يتجاوز السياسة
لم تقتصر جهود معالي الشيخ إبراهيم على الجانب السياسي، بل امتدت لتشمل دعم الشباب والرياضة، حيث كان راعيًا للعديد من البطولات والأنشطة المجتمعية. وتقديرًا لهذا الدعم المستمر، أطلق الشيخ الدكتور جاسم السعيدي اسمه على إحدى البطولات السنوية، تكريمًا لما قدمه من جهود مخلصة في خدمة الوطن والمجتمع.
⸻
رؤية وطنية تتجاوز اللحظة
تمتّع معالي الشيخ إبراهيم برؤية وطنية شاملة، مكنته من استشراف احتياجات المجتمع والتفاعل معها بكل إخلاص. كان صوته صوت المواطن، وعمله امتدادًا لنبض الشارع، لا يتوانى عن بذل الجهد في سبيل رفعة البحرين.
⸻
الختام: قدوة تتناقلها الأجيال
إن سيرة معالي الشيخ إبراهيم بن سلمان بن خالد آل خليفة ستظل منارة يُهتدى بها، ونموذجًا يُحتذى في الوطنية والوفاء. فنجاحه لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة متواصلة من العطاء، ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن كرمزٍ للولاء، وشريكٍ في نهضة البحرين وازدهارها .